كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



قد صح عندي أن المنتصر عامل على قتلي فاقتله.
قال: كيف بقتله والمتوكل باق؟ إذا يقيدكم به.
قال: فما الرأي؟
قال: نبدأ به.
قال: ويحك وتفعل؟!
قال: نعم.
قال: فادخل على أثري فإن قتلته وإلا فاقتلني وقل: أراد أن يقتل مولاه.
فتم التدبير وقتل المتوكل.
وحدث البحتري قال: اجتمعنا في مجلس المتوكل فذكر له سيف هندي فبعث إلى اليمن فاشتري له بعشرة آلاف فأعجبه.
وقال للفتح: ابغني غلاما أدفع إليه هذا السيف لا يفارقني به.
فأقبل باغر فقال الفتح بن خاقان: هذا موصوف بالشجاعة والبسالة فأعطاه السيف وزاد في أرزاقه.
فما انتضى السيف إلا ليلة ضربه به باغر (1) فلقد رأيت من المتوكل في ليلته عجبا رأيته يذم الكبر ويتبرأ منه.
ثم سجد وعفر وجهه ونثر التراب على رأسه وقال: إنما أنا عبد فتطيرت له.
ثم جلس وعمل فيه النبيذ وغني صوتا أعجبه فبكى فتطيرت من بكائه.
فإنا في ذلك إذ بعثت له قبيحة خلعة استعملها دراعة حمراء من خز ومطرف خز فلبسهما ثم تحرك في المطرف فانشق فلفه وقال: اذهبوا به ليكون كفني.
فقلت: إنا لله انقضت-والله- المدة.
وسكر المتوكل سكرا شديدا ومضى من الليل إذ أقبل باغر في عشرة متلثمين تبرق أسيافهم فهجموا علينا وقصدوا المتوكل وصعد باغر وآخر إلى السرير فصاح الفتح: ويلكم مولاكم!
وتهارب الغلمان والجلساء والندماء وبقي الفتح فما رأيت أحدا أقوى نفسا منه بقي يمانعهم فسمعت صيحة المتوكل إذ ضربه باغر بالسيف المذكور على عاتقه فقده إلى خاصرته وبعج آخر الفتح بسيفه فأخرجه من ظهره وهو صابر لا يزول ثم طرح
__________
(1) مترجم في " الوافي بالوفيات " 10 / 71 73.